المقالات

تفاصيل ليلة باردة

عن محاسن نحكى..
ماتت محاسن فى تلك الليلة… كانت روحها كزبالة مصباح خلص منه الجاز. تمايلت قليلا… إرتخت يديها..ماعت… وهمد جسدها النحيل…إرتعشت سبيبات أهدابها المتبقية فوق العينين و..
_ افففف
نفخت الريح ذبالتها … فانطفأت … أواخر الليل. والبرد القارص يدخل الأجساد بكل المنافذ…خرج صوت إبنتها عواطف مزعور…كخيط دخان نحيف تبدد قبل أن يتخطى عتبة الباب.
_ اووووب علييييى أنا ياااااااااا….أمى.
ألقت كورة الماء من يدها وأخذت تضرب وجهها بيديها….تمرغ راسها على صدرها..تتصنت.تبحث عن خفقة تسمعها….تضمها إليها وترفع رأسها إلى أعلى تصرخ… آواخر الليل والجدارات العارية تتقوص من البرد… وحده من الللاشئ يرتد الصوت.. نجمتان صغيرتان تتغامزان قبل الفجر.. فى جهة البعيد الق يصبغ ماتبقى من الظلمة… كان الحذر يمسك تلابيب الصمت.والأصوات تتوارى من الفراغ… وكأنه شى يسقط. إرتسمت ملامح طفولية على وجهها. العينين هادءتين… ووهج أبيض على ضوء المصباح ..كأنها كانت تتوقع مايحدث
_ عواااطف
سمعت عواطف صوت أمها فوقفت دون وعى…ضربت قدميها الحافيتين. التربيزة أمامها والابريق… غاصتا داخل صحن عصيدة موضوع أمام الباب … نفضته وواصلت طريقها قبل أن تفتح عينيها
_ ياعوااطفف
وكان قلبها يخفق بشدة
_ انا جنبك
مسكت يدها الباردة وهى تدنو منها
_ دايره مويه
_ لكن الدنيا بااارده ياامى
_ عطشانه
ردت عليها بخفوت وبصوت بعيد.
كان الزير أمام الراكوبة والراكوبة أمام الغرفة….ومابين الغرفة والراكوبة مشرات الويكة والكركدى… لم تسمع تلك الأشياء تحت قدميها الحافيتين… بحثت عن الكوز فلم تجده كانت كورة ملقاة تحت الزير معفرة بالتراب غسلتها بسرعة فى ذلك الظلام وعادة مسرعة تصطدم بذات الأشياء
_ امى؟؟؟
كان ضوء شفيف يخرج من ذلك الوجه الرخو…وظِل إبتسامة دافئة تطوف فوقه… رأتها كانما قبل خمسين عاما… صغيرة ووشوم خضراء تزين شفتيها..وجنة صغيرة محفورة على خدها الأيسر… تلصف شعراتها البيضاء بالكامل داخل عينيها… وكانت العجوز تنظر إليها وعينيها المكحولتين ترتعشان… دمعة صغيرة سالت بطرف عينها اليمنى…. وسمعت صوتها بعيدا
_ عواااط
وتوقف كل شى

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى