المقالات

محطة الضباب : الطريق لإمتداد المناقل

ياضباب قوز............. ياشافعي ضباب ..............ياقرشي ضباب

محطة الضباب : الطريق لإمتداد المناقل
هناك الكثير من الأقاويل والمغالطات حول إسم محطة الضباب ومن أين جاء لكن الأرجح أنها اكتسبت أسمها نسبة لعرقية الضباب (فرع من قبيلة الجعليين ) التي تسكن المنطقه منذ القدم ، والدليل علي ذلك أن القنطرة القريبة من محطة الضباب والتي سبقت محطة الضباب في التواجد في هذه المنطقه أخذت نفس الإسم وكذلك هنالك ترعة في المنطقه أيضا اطلق عليها إسم الضباب .
لعل الكثيرين لا يعرفون أن المحطة التابعة لسكك حديد الجزيرة القابعه في قعر مشروع الجزيرة في آخر قسم يلاصق مشروع المناقل تحديداً في تفتيش فطيس إنشأت أساساً لخدمة إمتداد المناقل.
وهذا مايفسر حداثة تاريخها بالنسبة للمحطات الأولي مثل محطة ودالشافعي التي تضم رئاسة سكك حديد الجزيرة ومحطة قوز كبرو التي تتبع لها محطة الضباب
تم تدشين مشروع المناقل في العام 1960 في عهد السودنة تحديداً آبان فترة حكم الرئيس عبود الذي جاء بإنقلاب عسكري قطع الطريق علي الحكومة الديمقراطية التي تولت أمر البلاد بعد خروج المستعمر. وقد ترك المستعمر خرط إمتداد المناقل وحدد مساحته وكل مايخص التخطيط لإطلاق المشروع وقد نفذت تلك الخطط بأيدي السودانيون الذين تم تأهيلهم أثناء العمل في مشروع الجزيرة، ومحطة الضباب كانت بؤرة عمل رئيسية إذ كانت رابط لايمكن الاستغناء عنه بين الغيط والمحالج وقد أحتلت موقعاً متقدماً في شبكة النقل بالسكك الحديد الخطوط الضيقه فيما بعد.
والضباب محطة صغيرة نسبياً مقارنة بالمحطات الرئيسية الأخرى إذ تمتد في حوالي 40 فداناً وتضم 38 بيتا بالإضافه للمكتب وبعض المرافق الأخرى.
كما تمتد إلي الشمال منها الخطوط الفرعية بإمتداد الضباب في توازي مع الخط الرئيس الذي يربط بين المحالج والمخازن والغيط. أي الخط الناقل لمدخلات الإنتاج من المستودعات الرئيسية في مارنجان والحصاحيصا إلي التفاتيش الممتدة من بركات حتي سقدي والواحة في أقصي المناقل وحتي الباقير علي تخوم مدينة الخرطوم وأيضا يقوم بنقل القطن من الغيط إلي المحالج.
ومدخلات الإنتاج المشار إليها آنفا يقصد بها البذور بمختلف أنواعها بذور القطن والقمح وغيرها وأيضا الأسمدة ومبيدات الحشائش والمبيدات الحشرية
للمحطة أقسام رئيسية تتولي العمل وتتقاسم المسئوليات أولها قسم الحركه وهو القسم الذي يتولى الشق الإداري ومتابعة الشحن والتفريغ ويقوم بالتواصل مع المحطات والتفاتيش ويتولى إدارته ناظر أول ثم يليه في التراتبية ناظر لكل وردية عمل ثم مساعد ناظر لكل ناظر ورديه ويضم هذا القسم في جوانيه الكمساري والمحولجي وعمال السواقط الموسميين والتلفنجية أي الذين يعملون في تلقي وتصدير الإشارات عبر أجهزة اللاسلكي والتلفون .
هذا فيما يخص قسم الحركة أما القسم الثاني فهو قسم الورشة المعني بالقاطرات وصيانتها يتبع للمهندس الميكانيكي الموجود بمحطة قوز كبرو يديره باشملاحظ يليه في التراتبية السائق البديل ويضم القسم مجموعة السائقين والزيايتين وكل من يعمل في صيانة القاطرات.
القسم الرئيسي الثالث هو قسم الهندسة المدنية وهو يتبع لباشمفتش الهندسة المدنية المتواجد بمحطة قوز كبرو ويديره باشملاحظ الهندسة الضباب ويتولي هذا القسم صيانة خطوط السكك الحديد وإنشاء المحطات الخلوية الجديدة.
هناك أقسام فرعية مثل قسم العمرة المختص بصيانة عربات السكك الحديد وقد تضاءل دور هذا القسم حتي إختفي تماما
الضباب بلغت أوجها في فترة نهاية الستينات مروراً بالسبعينات وبداية الثمانينات (لغزارة الإنتاج في تلك الفترات)ثم تضاءل دورها تدريجيا إذ تراجع إنتاج القطن وبالذات طويل التيلة بفعل الآفات (مرض الساق) وغيره وتذبذب إمداد الري بسبب القنوات التي يتسبب الطمي في سدها وكذلك بسبب الترهل الإداري وتراجع الاعتماد على القطن عالميا ثم كمل إنقلاب يونيو 1989 علي ماتبقي وتوقف العمل تماما بالمحطة .
وقد تبدي التراجع في كل المشروع من إدارته في بركات حتي محطات السكك الحديد الخلويه وأختفت أقسام بأكملها كالمحاريث والتراكترات وغيرها
بالضباب توجد جمعية تعاونية ظلت تقدم خدماتها حتي إنزوت تدريجيا ولفظت أنفاسها بعد إنقلاب يونيو 1989
وبعيد الإنقلاب تضاءلت الوظائف وضمرت الأقسام
وتوقف التدريب والتوظيف توقف رفد المحطة بالعاملين من المحطات الأخرى
ثم لم تعد المحطة تستقبل القاطرات
وأختفي الصفير تماما
وتحولت المحطة التي كانت كخلية النحل إلي منازل مهجورة أو منازل متهدمة
يقطنها بعض عمال الحقول الموسميين
ولعل حال محطة الضباب لم يكن بمعزل عن باقي أقسام المشروع
فالتدمير الممنهج طال كل شيء وتم تشريد الألاف من العاملين في المشروع
محطة الضباب والمحطات الأخرى خلقت تمازجا قلما يوجد مثله
ففي محطات السكك الحديد تختفي الفروقات العرقية ويختفي التعالي القبلي
إذ أن من يتقدم في وظيفته يتقدم بفضل مثابرته وقدرته علي العطاء
لذلك كانت بيوت الضباب تشكل سودانا مصغر
فقاطني البيوتات آتوا من كل الجهات من الشمال ومن الغرب ومن كردفات وجبال النوبة بالإضافة لاهل الوسط أصحاب الأرض
الآن لم يتبقي من الضباب شيئا من القها القديم إلا الذي يعتمل في نفوس قاطنيها القدامي . الذين مازالوا يملكون في دواخلهم سيرتها الزاهية .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى