فنجان جبنة

ريحة الويقود

كنت أعبث بعيني.. أُحاول فتحهما علي مضض حين جأتني ريحة (الويقود) محترقاً… ناشراً أنه هنا تُعاس الكِسرة… نجحت في فتح عيني بسرعة… لا السقف ولا الجدران تخُص بيتنا… أعدت إغماض عيناي مرةٍ أُخري،، تزكرت إنني في ( ….. ) التي ترقد علي خاصرة الأزرق الدفاق.
طافت بخاطري (عد بي الي النيل لا تسأل عن السبب)… حتماً سيف الدين الدسوقي قالها وعيناه تلتهم الخضرة التي تمتد علي مد البصر لا سيما إن كان إرتداد البصر في الكرة الأولي يأتيك حاملاً إخضرار.. وفي الكرة الثانية يأتيك عاكساً ما خطته بدائع قدرة الله في أرض البطانة…
نسايم الصباح الباردة.. أغلقت النافذة.. و نادتني ريحة الويقود (ان هيت لك)… فأخرجي إليّ وأحذري إقتطاع كفك في حضوري… لملمت ما بعثرته رائحة الكِسرة الطازجة… وطفقت أخصف من التجلد لأكسو عورة لهفتي…وتخاذلي أمام العطر الورطة… و نجحت في أداء طقوسي الصباحية بتقدير نجاح فقط.. دونما تقدير…
القهوة ذات الجبنة الألمونيوم الملفوفة يدها… الهارب بخارها .. الدافق عطرها.. المتألق لونها المنسكب بحنو علي الكوب.. فسلام وعناق.. وامتزاج.. أوراق النيمة.. تساقطت لتعانق الجبنة… وتجاورها (من الحب ما قتل) .. ارتشف رشفة لتأخذني عوالم البن الكيني لسبع سماوات علي… بها سبع مقصورات ذهبية.. و صبايا ومرايا.. وعطور.. وزهور.. وطيور.. و… و.. و… . الطيور ترتل أذكار الصباح.. تزقزق.. مهلا.. هذا الطائر ليس بطائر سماوي.. يمشي علي التراب بين بذور النيم والورق يبحث عن طعام… يمتزج اللون الأزرق المتوهج في أناقة مترفه مع الأخضر الزيتي… درس مجاني في إمتزاج الألوان بالأصوات … ،بالعطر الويقود المحترق… النسيم العابر العابث ب(كلي)….!
قهوة.. ونيمة.. وطائر أزرق… وريحة الويقود والكِسرة… صباح مترع…
لم أكن أعلم أن ريحة الويقود ستبعثرني بهذا الكم…..!
عبث بي حين قال ( يا مسافر إدللا .. وسيب السفر يلا)

رفاعة ٢٠١٧

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى