المقالات

مؤتمرات الكنابي -شيطان الفتنة

*السلام الذي سعت إليه حكومة الثورة بلا أرضية متوازنة مظنة منها بأنه سيحفظ البلاد سيظل سيفاً مسلطًاً على الرقاب إن لم تتدارك ذات الحكومة أخطاءها وتفطن إلى مآلات الأخطار التى جلبها هذا السلام الهش *.
*السلام الذي أتى الى المناطق الأمنة بسبعة جيوش كانت هي مصدر الإشتعال المستمر والقتل بلا وازع والإحراق بلا إشفاق في مناطق دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الازرق وقد توسدت هذه الجيوش وسط البلد وتوهطت عاصمة البلاد بلا ضابط ولا هيكلة ولا آلية محددة تعيد ضبط مصنعها حتى تتوافق مع مناخ المناطق الآمنة
*ومع ذلك جلب السلام أحقاد السياسيون أو ما تواضعت حكومة الثورة على تسميتهم بالسياسيين الذين عشش في امخاخهم ان كل ذا بشرة سوداء مهمش بداهة وان دبجه أهل الوسط بالحرير .
بالحب وسمح العشرة إستقبلت الجزيرة كل اهلنا الذين جارت عليهم نوائب الدهر وضربت مناطقهم قسوة الجفاف او اضطرتهم الحروب الى الهجرة من حواكيرهم واملاكهم الى منطقة الوسط .
عمد اهل الوسط الى اشراكهم في حواشاتهم بنسب اتفاقية حفظت لهم كرامتهم ووسعت لهم في رزقهم ، وقد بارك الله لكلا الشريكين بزيادة النعم .
وقد اختار اهلنا الذين فضلوا الاستقرار والعمل بالوسط السكن في مساحات مجاورة للحواشات حتى تسهل مهمتهم الزراعية وقد تعارفوا على تسميتها بالكنابي وهي في الاصل تنازل عنها المزارعون حيث انها كانت موقوفه لرعي حيواناتهم ، ومنهم من افردت لهم القري مساحات داخل قراهم .
وقد امتدت العشرة وصارت سكنى ، وصار كل منهم آمن في سربه مطمئنا في فراشه ياتيه رزقه رغدًا مما كسبه نصيبًا من هذه الشراكة .
ومع الايام اصبحت الكنابي بيوت لاهل الوسط وبيوت اهل الوسط داراً لاهلنا في الكنابي يتناولون فيها اقداح الطعام والسلام قبس من فناجين القهوة حتى اصبح الجميع اهل فرحة ووجعة .
ومع تباشير السلام وتوقيع اتفاقه بجوبا هلل اهل الوسط فرحين للوطن ولاهل مناطق الاقتتال بهذا السلام واسكات صوت البندقية .
ولكن قبل ان تكتمل فرحتهم بهذا السلام اصبحوا على واقع لم تألفه نفوسهم الطيبة ، ولم يتوقعوه او يظنوه يوما ما ولم يجدوا له تفسيرا سوى انهم قد ينالهم جزاء سنمار .
انتظمت جزيرتهم فجاءة وبلا رحمة او مراعاة للعشرة وسالف المودة مؤتمرات أطلق عليها اصحابها اسم ( مؤتمرات الكنابي ) صورت أهل الجزيرة بصورة الإقطاعيين والمنتهكين لحقوق سكان الكنابي ، وسعت هذه المؤتمرات إلى تجيش كل سكان الكنابي ضد أهل الوسط ظنًا من القائمين على أمرها أن هذا التجيش سينزعون به حقوق اهل الجزيرة في قراهم وحواشاتهم التي توارثوها كابر عن كابر ولكن هيهات متمنيين الا ينقلب السحر على الساحر .
الان حصص الحق وحيث ان السلام عم البلاد وحقنًا للدماء التي بدءت بوادرها في قرية المنورة بسنار وبعض المناطق المحقونة الان نتاج الحقد والسموم التي بثها القائمون على هذه المؤتمرات يجب أن تسعي الدولة إلي حلحلة قضايا سكان الكنابي بعيدا عن شعارات هذه المؤتمرات
على الدولة الان ان تنظر بعين الرقيب على ما يحاك ويدبر في هذه المؤتمرات حتى لا يقع ما لا يحمد عقباه ، فانتقال الحرب للوسط لن يدفع ثمنه أهل الوسط وحدهم وفي ذات الوقت هم قادرون على حماية حقوقهم التي دونها مهجهم وارواحهم
ولن ينال منهم شيطان المؤتمرات غير حسرتهم فقط على مد يدهم لمن لا يستحق .

زر الذهاب إلى الأعلى