المقالات

وسط البلد

ولاية الجزيرة الأمتداد الأخضر المتوهط بين الأزرق الدفاق والأبيض الهادي الذي منح البلد إشراقات تنموية وتعليمية وخدمية مهرها كان سواعد المزارعين التي ما فتأت ترفد الوطن بكل عوامل الأمن والإستقرار حيث وهبت الوطن :
1- ميناء بورتسودان
2- خط السكة حديد الناقل بين الخرطوم – مدنى – بورتسودان.
3- جميع الوزارات بالخرطوم .
4- كلية غردون التذكارية (جامعة الخرطوم).
5- خزان سنار وكل القنوات بمشروع الجزيرة.
6- الخط الحديدي الناقل داخل الجزيرة وقطاراتها.
7- المحالج وآليات الهندسة الزراعية.
حيث جاء في الأثر التاريخي الذي ما زالت حروفه طرية تنضح بالحق والعدل المدون في مستندات العهد البريطاني أن قيمة هذه المشاريع القومية تم سدادها جميعا من أباح مزارعي مشروع الجزيرة في الاعوام 1949 – 1950 و 1950 – 1951م ،،،،
قدم إنسان الجزيرة كل هذه المنارات دون (من أو أذى )، وبطيب خاطر يجسد عظيم الأثر القائل أن الناس شركاء في ثلاث ( الماء والنار والكلأ).
لم تستثمر الجزيرة في كل هذه الهبات كبقية بعض الولايات التي استثمرت حتى في الحروب التي اشتعلت بفعلهم داخل ولاياتهم ، حيث لم تطالب بان يتم إعفاء الطلاب من ابناء الجزيرة من الرسوم الجامعية التي تفرضها جامعة الخرطوم ، كما لم تطالب بتمييز أبناءها في قيمة نقل أهل الوسط وبضائعهم عبر الخطوط الحديدية الناقلة والمتنقلة بين بعض المدن في الولايات ولم تطالب بحصة في ريع كل هذه المشروعات الحيوية والمنتجة .
نالت ولاية الجزيرة الضيم في أعلى صوره حينما تسنم نظام الظلاميون حكم البلاد حيث تم تدمير مشروعهم ونهبت ممتلكاتهم لتكون وقودا لفساد الظالمون وقد ذهب ريع تفكيك السكك الحديد وعائدات بيع الأصول الخاصة بالمشروع إلى تنمية بعض الولايات وجيوب أعداء النجاح .
رغم كل ذلك لم تتبرم الولاية ولم يغل إنسانها يد الإنتاج في أحلك الظروف وأقساها .
مارست حكومة العهد البائد أسوأ أنواع الظلم تجاه المشروع وإنسان المشروع بدواعي توهميه تظن أنهم (تربية شيوعيون) حيث كانت الإنقاذ تصادر حصادهم من القمح وتمنحهم ( عطية مزين) من إنتاجهم الوفير تحت إمرة وقهر أفراد الأمن الإقتصادي .
صبرت الولاية وتسامى إنسانها فوق جراحاته وأحزانه ، حتى غيض الله لهم فجر ديسمبر من العام 2019م .
وما أعظم ديسمبر 2019م عند الإفتتاح ، آمال وأحلام وطموحات وفرحة تكاد تلامس عنان السماء .
غنى أبناء المزارعون أحلامهم مع رائعة الخالدي ،،
الغزال أمير الشباب ما خلاص بكرة يوم كتب الكتاب لي أنا ،،،،،،
ما بكرة لما يوقفوك بخاف عليك ما يسحروك لي أنا ،،،،،
سرحت أحلامهم ضد تيار الحرمان الذي إنكبت في دواخلهم ثلاثون عام ، شاخت فيها أجسادهم وتمددت بهم سنوات العذاب والعزوبية وأخذتهم أحضان منافي دول المهجر التي إمتهنوا فيها (أرزل ) المهن .
فتحوا صدورهم للبحر ووهبوا أرواحهم لخطر (السنابك ) ورحلات التيه والضياع والوهم هروبا من واقع فرضته طيور الظلام التي ( عششت وفرخت) على إمتداد نهارات الوطن .
غنوا مع العبقري عبدالمنعم الخالدي أغاني الفرح
وحلم يوم باكر ،
نالهم عشم الثورة التي قالت بمنحهم حرية القول والاختيار والرأي ،،،
والسلام والسلم الذي يتعافى معه الزرع والضرع وتنطلق فيه الحمائم تحمل أغصان ( لوزة قطنهم ) التي تغنت لها صغار فتياتهم
(لوزة القطن ،،
يا لوزة القطن ،،
تمشي تتبختر يا لوزة القطن ،،
في ثوبها الاخضر يا لوزة القطن)
والعدالة التي تجلب لهم حصصهم في توزيع السلطة والثروة وما يجعل لهم نصيب من إنتاج رقعتهم الجغرافية كحق ونسبة تسند صحتهم وتعليمهم وتبني مرافقهم ومؤسساتهم الخدمية قبل أن يتفرق ريعه على بقية أنحاء الوطن ،،،،،
وقبل ذلك تمنحهم الحق في ولائية المشروع .
فماذا قدمت لهم ثورة ديسمبر التي تمددت زهاء الثلاث اعوام ،،،،،،،،،،
وبماذا كافأتهم !!!!
وهل ما زالت أحلامهم وتطلعاتهم وآمالهم وطموحاتهم وفرحتهم التي كادت أن تلامس عنان السماء بافتتاحية ثورة ديسمبر تجعلهم مستمرين في الغنا مع الخالدي والثورة تطالع عامها الثالث
الغزال امير الشباب ما خلاص بكرة يوم كتب الكتاب لي أنا ،،،،،
ما بكرة لما يوقفوك بخاف عليك ما يسحروك لي أنا ،،،،،،،

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى